وقوله: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ (هيت) اسم من الأسماء التي سميت بها الأفعال كصه، ومه، وفيه لغات: فتح الهاء وكسرها مع فتح التاء، وضم التاء وكسرها مع فتح الهاء، وبينهما ياء ساكنة في هذه اللغات الأربع، وقد قرئ بهن (١).
وهو مبني لكونه صوتًا، أما هَيْتَ: فكأَيْنَ. وأما هِيتَ: فكعِيطَ. وأما هَيْتُ: فكحَيْثُ. وأما هَيْتِ: فكجَيْرِ.
ومعنى هَيْتَ وبقية أخواته: أقبل وأسرع، والحركات في أواخرهن لالتقاء الساكنين، فمن فتح اختار الفتح لخفته، ومن كسر فعلى أصل التقاء الساكنين، ومن ضم فعلى التشبيه بحيث.
ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث [والمذكر] (٢) إلا أن العدد فيما بعده، تقول: هَيْتَ لَكَ.. إلَى: لَكُنَّ (٣).
وقرئ أيضًا: (هِئْتُ لك): بكسر الهاء وضم التاء وبينهما همزة ساكنة (٤)، وهو فعل بمعنى تهيأت، يقال فيه: هِئْتُ أَهِيءُ هِيئَةً، كجِئتُ أَجِيءُ جِيئَةً، أي: تهيأت لك بالتزين والتطيب. وقالوا فيه أيضًا: هِئْتُ

(١) ثلاث منهن من العشرة، فأما (هَيْتَ) بفتح الهاء والتاء: فقرأها الكوفيون، والبصريان. وأما (هِيْتَ) بكسر الهاء مع فتح التاء: فقرأها المدنيان، وابن عامر. وأما (هَيْتُ) بفتح الهاء وضم التاء: فقرأها ابن كثير. وأما الرابعة وهي (هَيْتِ) بفتح الهاء وكسر التاء: فهي من الشاذ، ونسبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - بخلاف، وابن محيصن، وابن أبي إسحاق، وأبي الأسود، وعيسى الثقفي. انظر القراءات المتواترة في السبعة/ ٣٤٧/. والحجة ٤/ ٤١٦ والمبسوط/ ٢٤٥/. والتّذكرة ٢/ ٣٧٩. وانظر الأخرى في إعراب النحاس ٢/ ١٣٣. والمحتسب ١/ ٣٣٧. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٧٤.
(٢) زيادة من اللسان.
(٣) هذه عبارة مجاز القرآن ١/ ٣٠٥. والصحاح واللسان، لكن فيها: هيت لكما وهيت لَكُنَّ.
(٤) هذه من السبع أيضًا، وهي رواية هشام عن ابن عامر، انظر السبعة/٣٤٧/. والحجة ٤/ ٤١٦. وقال النحاس في إعرابه ٢/ ١٣٣: رويت عن علي وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة. قلت: هي لغيرهم أيضًا، انظر المحتسب ١/ ٣٧٧.


الصفحة التالية
Icon