على البدل من ﴿قَوْلُهُمْ﴾ في قوله: ﴿فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾، أو النصب به، أعني بالقول، والمعنى: وإن تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك فعجب أيضًا إنكارهم البعث وتكذيبهم إياه.
وقوله: ﴿وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾ الأغلال: جمع غل، وهو طوق تجمع فيه اليد إلى العنق.
﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ﴾ (قبل) ظرف للاستعجال، وقد جوز أن يكون حالًا من (السيئة)، وهي حال مقدرة، والمراد بالسيئة هنا: العقوبة المهلكة. وبالحسنة: العافية (١).
وقوله: ﴿وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ﴾ الجمهور على فتح ميم المَثُلات وضم ثائها، وهي العقوبات، أي: وقد مضت عقوبات نظرائهم من المكذبين. واحدها المَثُلة بفتح الميم وضم الثاء كالجمع، كَسَمُرَةٍ وسَمُراتٍ.
وقرئ: (المَثْلات) بفتح الميم وإسكان الثاء (٢)، وفيه وجهان:
أحدهما: أنها مخففة من الجمع المضموم المذكور آنفًا هربًا من ثقل الضمة مع توالي الحركات.
والثاني: أن الواحد خفف، كما يقال السَّمْرة، ثم جمع على ذلك، ولم تفتح الثاء كما يقال في جَفْنَةٍ: جَفَنَاتٍ، لأنها ليست في الأصل فَعْلة وإنما هي مخففة من (فَعُلة)، ففصل بذلك بين فَعْلة مرتجلة وَفَعْلة مصنوعة
(٢) قرأها الأعمش، ويحيى. انظر معاني النحاس ٣/ ٤٧٣. ومختصر الشواذ/ ٦٦/. والمحتسب ١/ ٣٥٣. والقرطبي ٩/ ٢٨٥.