ينكروه، أي: قل الله ربهما (١)، إذ لا جواب لهم إلا هذا.
وقوله: ﴿لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ﴾ محل الجملة النصب على النعت لأولياء.
وقوله: ﴿أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ﴾ قرئ: بالتاء النقط من فوقه (٢) لأنه مسند إلى مؤنث. وبالياء النقط من تحته (٣) لأن التأنيث غير حقيقي، أو لأن الظلمات عبارة عن الكفر، فحمل على المعنى فذُكِّر على ذلك.
وقوله: ﴿أَمْ جَعَلُوا﴾ (أم) هنا منقطعة، على معنى: بل أَجعلوا؟ ومعنى الهمزة: الإنكار.
وقوله: ﴿خَلَقُوا﴾ في موضع النعت لشركاء. ﴿كَخَلْقِهِ﴾: محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، على معنى: بل أجعلوا لله شركاء خالقين خلقًا مثل خلق الله، فاشتبه عليهم خلق الله وخلق الشركاء فلم يميزوا بينهما؟ كلّا ليس الأمر كما زعموا، بل الله خالق كل شيء.
﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (١٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ﴾ جمع وادٍ على غير قياس، لأنَّ فاعلًا لا يجمع على أَفْعِلَةٍ، ولم يسمع في غير هذا الحرف، والذي سوغ ذلك أن فعيلًا وفاعلًا يتعاقبان كثيرًا في الكلام، كرحيم وراحم، وحفيظ وحافظ، وقد جاء أَفْعلَةٌ في جمع فَعِيلٍ كثيرًا، كجَريبٍ وأَجربةٍ، وقَفيزٍ وأَقْفزةٍ، وسَرِيّ

(١) في (م): ربنا.
(٢) قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٣) قرأها عاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي، وخلف. انظر السبعة / ٣٥٨/. والحجة ٥/ ١٥. والمبسوط / ٢٥٥/. والتذكرة ٢/ ٣٨٩.


الصفحة التالية
Icon