وقرئ أيضًا: (بُشْرى) غير منونة (١) على فعلى، كحبلى وأنثى، وانتصابها على الحال أيضًا بمعنى مبشرات.
وقرئ أيضًا: (نَشَرًا) بفتح النون والشين (٢)، وفيه وجهان:
أحدهما: بمعنى مفعول، كالنفض بمعنى المنفوض، وهو ما تساقط من الورق، والقبض بمعنى المقبوض، ومنه قولهم: ضم نشره، أي: منشوره، وانتصابه على الحال، أي: منشورات.
والثاني: أنَّه على حذف المضاف، أي: ذوات نشر، والنَّشَرُ فيما ذكر أهل اللغة أن تنشر الغنم بالليل فترعى.
قال أبو الفتح: فهذا على تشبيه السحاب في انتشاره وعمومه في كل الجهات بالغنم المنتشرة للرعي، انتهى كلامه (٣).
وقوله: ﴿بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ ظرف لـ ﴿يُرْسِلُ﴾ أي: أمام نعمته، وهي الغيث الذي هو من أجَلِّ النعم وأحسنها أثرًا.
وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا﴾ المستكن في ﴿أَقَلَّتْ﴾ للرياح، أي: حملت ورفعت، واشتقاق الإِقلال فيما ذكر أهل اللغة من القلة، لأنَّ الرافع المطيق يرى ما يرفعه قليلًا.
و﴿سَحَابًا﴾ جمع، ولذلك وصفت بالجمع، وهو جمع ثقيل، يقال: ثقل الشيء ثقلًا كصَغر صِغرًا، فهو ثقيل وجمعه ثقال، أي: سحابًا ثقالًا بالماء.
وقوله: ﴿سُقْنَاهُ﴾ الضمير للسحاب على اللفظ، قيل: ولو حمل على المعنى كالثقال لأنث، كما لو حمل الوصف على اللفظ لقيل: ثقيلًا (٤)، أي: سقنا السحاب لأجل بلد ليس فيه روح.
(٢) قرأها مسروق كما في المصدرين السابقين.
(٣) المحتسب ١/ ٢٥٦.
(٤) قاله الزمخشري ٢/ ٦٦.