يحتمل أن يكون من صلة زاد، وأن يكون في موضع الحال لتقدمه على الموصوف وهو ﴿بَسْطَةً﴾.
وقوله: ﴿فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ﴾ الآلاء: النعم، وفي واحِدها ثلاث لغات: إِلًى بكسر الهمزة وألف بعد اللام، كإنًى، وآناء، ومِعًى وأمعاء، وأَلًى بفتح الهمزة وألف أيضًا بعد اللام كرَحًى وأرحاء، وإِلْيٌ بكسر الهمزة وسكون اللام وياء بعدها، كحِسْيٍ وأحساءٍ، والحِسْيُ بالكسر: ما تُنَشِّفُهُ الأرض من الرمل.
﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾:
قوله - عز وجل -: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ﴾ الهمزة للإِنكار، و ﴿وَحْدَهُ﴾ مصدر بمعنى إيحادًا، من قولهم: أوحدته برؤيتي إيحادًا، أي: لم أر غيره، ثمَّ حذفت الزوائد منه وهي الهمزة والألف فبقي ﴿وَحْدَهُ﴾، واختلف في موضعه.
فقيل: هو مصدر في موضع الحال: إما من المعبود، أي: نعبده موحَّدًا، أو من العابدين أي: موحِّدين له.
وقيل: هو ظرف، أي: نعبده على حياله، وهو مذهب أهل الكوفة، أعني نصبه على الظرف (١).
وقوله: ﴿وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ﴾ (ما) تحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون موصوفة.
{قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٧١) فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ

(١) انظر في الكلام على (وحده) أيضًا: التبيان ١/ ٥٧٩.


الصفحة التالية
Icon