والثالث: نصب على إضمار فعل، أي: وجعلها زينة.
وقرئ: (لتركبوها زينة) بغير واو (١)، وفيه وجهان:
أحدهما: مفعول له متعلق بقوله: ﴿لِتَرْكَبُوهَا﴾ أي: لتركبوها زينة، أو بما قبله، أي: وخلقها زينة لتركبوها.
والثاني: حال من الضمير في ﴿لِتَرْكَبُوهَا﴾ إما من الفاعل، بمعنى: متزينين بها، أو من المفعُول، أي: وخلقها لتركبوها وهي زينة وجمال.
﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ القصد هنا بمعنى التبيين والتعديد، أي: وعلى الله تبيين طريق الحق، لا بمعنى القصد الذي هو الإِتيان.
وقوله: ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾ الضمير للسبيل، والمراد بها الجنس [وتذكيره في الكلام جائز، إما على إرادة الجنس] (٢)، أو لأَن السبيل يُذكر ويؤنث.
وقوله: ﴿لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (أجمعين) توكيد للكاف والميم.
﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ﴾ (لكم) يحتمل أن يكون من صلة

(١) رويت عن أبي عياض. انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٠٦. والمحتسب ٢/ ٨. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٦٢ وفيه: ابن عياض. ونسبها أبو حيان ٥/ ٤٧٦ إلى قتادة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وتبعه السمين ٧/ ١٩٥. والآلوسي ١٤/ ١٠١. والأولى أصح لقدم المصادر التي ذكرتها، ولأن قتادة لم يرو عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، والله أعلم.
(٢) سقطت من (أ) و (ب).


الصفحة التالية
Icon