وقيل: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ هي المخصوصة بالمدح (١)، وارتفاعها إما على إضمار (هي) أو على الابتداء، والخبر: ﴿وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾ على التقديم والتأخير.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: جزاء مثل هذا الجزاء.
﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٣٣) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿طَيِّبِينَ يَقُولُونَ﴾ (طيبين) حال من الهاء والميم في ﴿تَتَوَفَّاهُمُ﴾. و ﴿يَقُولُونَ﴾: من الملائكةِ، أي: قائلين.
وقوله: ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا﴾ يحتمل أن تكون ﴿مَا﴾ موصولة، أي: جزاء سيئاتِ ما عملوه، وأن تكون مصدرية، أي: عملهم.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٣٥) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٣٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿نَحْنُ﴾ توكيد للضمير الذي في ﴿عَبَدْنَا﴾. ﴿وَلَا آبَاؤُنَا﴾: عطف عليه، أعني: على الضمير في ﴿عَبَدْنَا﴾ لا على ﴿نَحْنُ﴾ كما زعم بعضهم.

(١) جوزه الزمخشري ٢/ ٣٢٧. والعكبري ٢/ ٧٩٤.


الصفحة التالية
Icon