والإِلحاد: الميل، وكذلك اللحد، والأعجمي: هو الذي لا يُفصح وإن كان عربيًا، والعجمي: هو المنسوب إلى العجم وإن كان فصيحًا، واللسان هنا: اللغة، وأعجميٌّ بمنزلة: أحْمَرِيٍّ من أَحْمَرَ، وأَشْقَرِيٍّ من أشْقَرَ.
﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٠٥) مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٦) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (١٠٧) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٠٨) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٠٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَنْ كَفَرَ﴾ فيه أوجه:
أحدها: بدل من ﴿الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ على أن تجعل ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ اعتراضًا بين البدل والمبدل منه، كأنه قيل: إنما يفترى الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه، واستثنى منهم المُكْرَهُ، فلم يدخل تحت حكم الافتراء، وهو قوله ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ﴾ فـ ﴿مَنْ﴾ في موضع نصب على الاستثناء، وهو بمعنى (الذي) وفيه وجهان - أحدهما: متصل، لأن الكفر متعدٍ يطلق على القول والاعتقاد جميعًا. - والثاني: منقطع، لأن الكفر اعتقاد، والإكراه على القول دون الاعتقاد.
ثم قال: ﴿وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا﴾ (من) شرط في موضع رفع بالابتداء، والخبر فعل الشرط وهو ﴿شَرَحَ﴾ أو الجواب وهو ﴿فَعَلَيْهِمْ﴾، وفي ﴿شَرَحَ﴾ وجهان - أحدهما: متعد بمعنى وسع وفتح. والثاني: لازم بمعنى انشرح وطاب، و ﴿صَدْرًا﴾ على الوجه الأول مفعول به، وعلى الثاني تمييز.


الصفحة التالية
Icon