لفظ مأجورات ليزدوجا (١).
وقيل: (أمرنا): جعلناهم أمراء، ويقال: أمَرْتُه وأمَّرْتُه، إذا جعلته أميرا (٢).
وقرئ: (آمرنا) ممدودًا بوزن عامرنا (٣)، وقد ذكرنا معناه آنفًا.
وقرئ أيضًا: (أَمَّرْنَا) مشددة الميم (٤)، أي: جعلناهم أمراء، وقد ذكر أيضًا آنفًا. وقيل: هو بمعنى الممدود، لأنه تارة يُعَدَّى بالهمزة، وتارة بالتضعيف، كقولك: كَثُرَ الشيءُ، وأَكْثَرَهُ اللهُ، وكَثَّرَهُ، ولا يجوز أن يحمل أمَّرنا مشددة العين على جعلناهم أمراء؛ لأنه لا يكاد يكون في قرية واحدة عدة أمراء (٥).
وقرئ أيضًا: (أَمِرْنا) بكسر الميم مقصورًا بوزن حَمِدْنَا (٦)، بمعنى آمرنا عن أبي زيد، قال: يقال: أمِرَ الله ماله وآمره (٧). ووجه تعدية أَمِرَ، أنه على لفظ عَمِرَ ومعناه، لأن الكثرة أقرب شيء إلى العمارة، فلما كان كذلك، عُدِّيَ كما عُدِّيَ عَمِرَ، فاعرفه فإنه من فوائد أبي الفتح - رحمه الله - (٨).
(١) إلى هنا انتهى كلام أبي الحسن الأخفش كما نقله عنه الجوهري في صحاحه (أمر).
(٢) هذا قول الكسائي كما في معاني النحاس ٤/ ١٣٥. وبه قال الجوهري أيضًا.
(٣) قرأها يعقوب، ورواها خارجة عن نافع، وحماد بن سلمة عن ابن كثير. انظر السبعة / ٣٧٩/. والحجة ٥/ ٩١. والمبسوط / ٢٦٨/. والتذكرة ٢/ ٤٠٤. وهي قراءة الحسن البصري كما في معاني الفراء ٢/ ١١٩. وجامع البيان ١٥/ ٥٥. ومعاني النحاس ٤/ ١٣٣. ونسبها أبو الفتح ٢/ ١٥ إلى علي - رضي الله عنه - وآخرين بخلاف.
(٤) قرأها أبو عثمان النهدي، وأبو العالية، وآخرون بخلاف. انظر معاني الفراء ٢/ ١١٩. وجامع البيان ١٥/ ٥٥. ومعاني النحاس ٤/ ١٣٣. والمحتسب ٢/ ١٦.
(٥) انظر هذا القول للفارسي في حجته ٥/ ٩٣.
(٦) قرأها الحسن، وابن يعمر. انظر مختصر الشواذ / ٧٥/. والمحتسب ٢/ ١٦. وهي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في معاني النحاس الموضع السابق.
(٧) انظر قول أبي زيد في المحتسب ٢/ ١٧.
(٨) المحتسب الموضع السابق.