محمد - ﷺ - أو ﴿الْكِتَابَ﴾، وأحد مفعوليه محذوف، أي: لينذركم، والإنذار: الإعلام مع تخويف.
وقوله: ﴿مِنْ لَدُنْهُ﴾ يحتمل أن يكون من صلة الإنذار، وأن يكون صفة أخرى لقوله: ﴿بَأْسًا﴾ وأن يكون حالًا منه لكونه قد وصف، أو من المنوي في ﴿شَدِيدًا﴾ أي: صادرًا من قبله.
وفي (لدن) لغات: لَدُنْ بفتح اللام وضم الدال وسكون النون، وهي الفصيحة وعليها الجمهور من القراء، ويسكن الدال مشما (١)، تنبيهًا على أصله، وقد أوضحت ذلك في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة (٢).
وقوله: ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾ انتصاب ﴿مَاكِثِينَ﴾ على الحال من الهاء والميم في ﴿لَهُمْ﴾ والعامل فيها الاستقرار. ولا يجوز أن يكون صفة لأجر، لأجل الضمير الراجع من ﴿فِيهِ﴾ إلى الأجر كما زعم بعضهم (٣) لأنه لو كان صفة له لقيل: ماكثين هم فيه، بإبراز الضمير الذي في اسم الفاعل لأنه للقوم، وقد جرى على الأجر، وذلك أن اسم الفاعل إذا جرى صفة أو خبرًا أو حالًا أو صلة على غير من هو له لم يستتر فيه ضمير الفاعل، بخلاف الفعل (٤).
(٢) انظر تفصيل هذه اللغات في حجة الفارسي الموضع السابق حيث ذكر منها: لَدُن. ولَدْن. ولُدْن. ولَدَن. وقال الجوهري: في لدن ثلاث لغات: لَدُنْ. ولَدَى. ولَدُ. وقال ابن عطية ١٠/ ٣٦٣: هي لفظة مبنية على السكون، ويلحقها حذف النون مع الإضافة.
(٣) هو أبو البقاء ٢/ ٨٣٧.
(٤) انظر الخلاف بين البصريين والكوفيين في مسألة إبراز الضمير إذا جرى الوصف على غير صاحبه: الإنصاف ١/ ٥٧ وما بعدها.