وقرئ أيضًا: (تَزْوَرُّ) و (تَزْوَارُّ) بسكون الزاي وتشديد الراء من غير ألف بين الواو والزاي، وبألف بينهما بوزن تحمر وتحمار (١)، وكلها من الزَّوْرِ وهو الميل، ومنه زاره، إذا مال إليه، والزور الميل عن الصدق، والمعنى تميل عن كهفهم ولا يقع شعاعها عليهم، لأن الكهف في مقابلة بنات نعش.
وقوله: ﴿ذَاتَ الْيَمِينِ﴾ ظرف لـ ﴿تَزَاوَرُ﴾ أي في ناحية اليمين أو في جهة اليمين، وحقيقتها: الناحية أو الجهة المسماة باليمين.
وقوله: ﴿ذَاتَ الشِّمَالِ﴾ ظرف لـ ﴿تَقْرِضُهُمْ﴾، أي: تعدل عنهم وتتركهم في ناحية الشمال، وأصل القرض: القطع، ومنه قرضت الثوب بالمقراض، ويقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا وكذا؟ فيقول المسؤول: قرضته ذات اليمين ليلًا (٢)، ومنه قول ذي الرمة:
٣٩٧ - إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ | شِمَالًا وَعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الفَوَارِسُ (٣) |
وقوله: ﴿وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ﴾ محل الجملة النصب على الحال،
(١) أما (تَزْورّ) بوزن تَحْمَرّ: فهي من المتواتر أيضًا، وقرأها ابن عامر، ويعقوب. وأما (تزوار) بوزن تحمار: فنسبت إلى أبي - رضي الله عنه -، والجحدري، وأيوب السختياني، وأبي رجاء، وأبي مجلز. انظر مختصر الشواذ / ٧٨/. والمحتسب ٢/ ٢٥. والمحرر الوجيز ١/ ٣٧٥. وزاد المسير ٥/ ١١٧. وانظر القراءات الثلاث الأولى المتواترة في السبعة / ٣٨٨/. والحجة ٥/ ١٣١ - ١٣٢. والمبسوط / ٢٧٦/. والتذكرة ٢/ ٤١٢.
(٢) من كلام أبي عبيدة في المجاز ١/ ٣٩٦.
(٣) انظر هذا البيت أيضًا في مجاز القرآن الموضع السابق. ومعاني الزجاج ٣/ ٢٧٣. وجامع البيان ١٥/ ٢١١. والصحاح (قرض). والمخصص ١٢/ ١١٤. والكشاف ٢/ ٣٨٢. والمحرر الوجيز ١٠/ ٣٧٦. وزاد المسير ٥/ ١١٧. ويروى: أقواز بدل: أجواز. والأقواز: جمع قوز، وهو الكثيب الصغير. وأجواز: من المجاوزة كما سوف يشرح المؤلف.
(٢) من كلام أبي عبيدة في المجاز ١/ ٣٩٦.
(٣) انظر هذا البيت أيضًا في مجاز القرآن الموضع السابق. ومعاني الزجاج ٣/ ٢٧٣. وجامع البيان ١٥/ ٢١١. والصحاح (قرض). والمخصص ١٢/ ١١٤. والكشاف ٢/ ٣٨٢. والمحرر الوجيز ١٠/ ٣٧٦. وزاد المسير ٥/ ١١٧. ويروى: أقواز بدل: أجواز. والأقواز: جمع قوز، وهو الكثيب الصغير. وأجواز: من المجاوزة كما سوف يشرح المؤلف.