٣٩٩ - فيها اثنتانِ وأربعونَ حَلُوبَةً سُودًا...... (١)
فجعل سودًا صفة لحلوبة لما كانت في معنى الجمع. وقيل: عطف بيان لثلاث (٢)، وليس بالمتين، لأن عطف البيان من النكرة مردود عند البصريين (٣). وبترك التنوين على الإضافة (٤)، على إجراء الجمع مجرى الواحد في التمييز، والذي جوز ذلك: أن المائة لما كانت تضاف إلى واحد في معنى جمع، أضيفت إلى الجمع تنبيهًا على الأصل الذي كان يجب استعماله وإشعارًا به، كما جاء (استَحوَذَ) مصححًا تنبيهًا على الأصل وإشعارًا به (٥).
وقيل: إن أول ما نزل: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾ فلما قالوا: ما الذي لبثوا أسنين أم شهورًا أم أيامًا أم ساعات؟ قال: (سنين) (٦).
وقوله: ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ عطف على قوله: ﴿وَلَبِثُوا﴾. و ﴿تِسْعًا﴾: نصب بقوله: ﴿وَازْدَادُوا﴾، وهو مفعول به، وزاد فعل لازم ومتعد إلى اثنين، نحو زاد الشيء، وزاده الله خيرًا، فلما بُني هنا على افتعل تعدى إلى واحد، وأصله: وازتيدوا، فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلت من
(١) لعنترة من معلقته، وتمامه:
........... ..... كخافية الغُراب الأَسْحَمِ
وانظره في معاني الفراء ٢/ ١٣٨. ومعاني الزجاج ٣/ ٢٧٩. وشرح القصائد السبع الطوال / ٣٠٥/. وإعراب النحاس ٢/ ٢٧٢. وحجة الفارسي ٥/ ١٣٨. والمخصص ٧/ ٣٦.
(٢) قاله الزجاج ٣/ ٢٧٨. وحكاه عنه النحاس في الإعراب ٢/ ٢٧٢. واقتصر عليه الزمخشري ٢/ ٣٨٧. وجوزه ابن عطية ١٠/ ٣٩٠.
(٣) تابعه أبو حيان ٦/ ١١٧ على عدم جوازه على مذهب البصريين دون هذا التعليل.
(٤) هي قراءة حمزة، والكسائي، وخلف. والباقون على الأولى. انظر السبعة / ٣٨٩/. والحجة ٥/ ١٣٦. والمبسوط / ٢٧٦/.
(٥) انظر في هذا أيضًا البيان ٢/ ١٠٦.
(٦) هذا أثر أخرجه الطبري عن الضحاك بن مزاحم. انظره قريبًا من هذه الصيغة في جامع البيان ١٥/ ٢٣١. ومعاني النحاس ٤/ ٢٢٧. وعزاه السيوطي في الدر ٥/ ٣٧٩ إلى آخرين وقال: أخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن الضحاك عن ابن عباس موصولًا.


الصفحة التالية
Icon