فيه لبيان الحركة. وقرئ: بإثباتها في الوصل (١)، وقد أوضحت ذلك في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة.
﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (٣٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ (لولا) هنا للتحضيض بمعنى هَلَّا، وتختص بالفعل، و ﴿إِذْ﴾ منصوب بقوله: ﴿قُلْتَ﴾. وفي ﴿مَا﴾ وجهان:
أحدهما: موصولة مرفوعة المحل على أنها خبر مبتدإٍ محذوف، أي: الأمر ما شاء الله، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: ما شاء الله كائن لا محالة.
والثاني: شرطية منصوبة الموضع بـ ﴿شَاءَ﴾، الجواب محذوف، والتقدير: أي شيء شاء الله كان، ونظيرها في حذف (لو) في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ...﴾ الآية (٢)، أي: لكان هذا القرآن. والمعنى: إن شاء الله تخريب هذه الجنة كان ذلك لا محالة، فحذف الجواب.
وقوله: ﴿إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾ (إن) شرط، جوابه: ﴿فَعَسَى رَبِّي﴾ والرؤية هنا من رؤية القلب، وياء الضمير مفعول أول، و ﴿أَنَا﴾ فصل أو توكيد للمفعول الأول و ﴿أَقَلَّ﴾ مفعول ثان.
وقرئ: (أَقَلُّ) بالرفع (٣)، فيكون [أنا] مبتدأ، و (أَقَلُّ) خبره، والجملة

(١) هي قراءة أبي جعفر، وابن عامر، ورويس عن يعقوب، والمسيبي عن نافع، وابن فليح عن ابن كثير. والباقون على حذفها في الوصل. انظر السبعة / ٣٩١/. والحجة ٥/ ١٤٤ - ١٤٥. والمبسوط / ٢٧٧/. والتذكرة ٢/ ٤١٤. والنشر ٢/ ٣١١. والإتحاف ٢/ ٢١٥.
(٢) سورة الرعد، الآية: ٣١.
(٣) قرأها عيسى بن عمر كما في إعراب النحاس ٢/ ٢٧٦. والمحرر الوجيز ١٠/ ٤٠٤. وفي زاد المسير ٥/ ١٤٥ هي قراءة ابن أبي عبلة.


الصفحة التالية
Icon