يغشيهما حبه تجاوزًا للحد. وقال أبو إسحاق: يحملهما على الرهق وهو الجهل (١). فنصب قوله: ﴿طُغْيَانًا﴾ على أنه مصدر في موضع الحال، أو مفعول له.
وقوله: ﴿خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا﴾ (خيرًا) مفعول ثان، و ﴿وَأَقْرَبَ﴾ عطف عليه، والضمير في ﴿مِنْهُ﴾ للغلام، و ﴿زَكَاةً﴾ نصب على التمييز، وكذا ﴿رُحْمًا﴾ نصب على التمييز، يقال: رُحْمٌ ورُحُمٌ كعُسْرٍ وعُسُرٍ، وقد قرئ بهما (٢) وهو الرحمة، وأنشد لرؤبة:
٤٠٩ - يَا مُنْزِلَ الرُّحْمِ عَلَى إدْرِيس | ومُنْزِلَ اللَّعْنِ عَلَى إبْلِيس (٣) |
قوله عز وجل: ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ مفعول له، أي: فعلنا ذلك رحمة. أو مصدر مؤكد منصوب بأراد، لأنه في معنى رحمهما. أو في موضع الحال إما من الفاعل أو من المفعول.
وقوله: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ﴾ الضمير لجميع ما صدر منه، أي: وما فعلتُ ما رأيت. ﴿عَنْ أَمْرِي﴾ عن رأيي واجتهادي ومن تلقاء نفسي، وإنما فعلتُه. بأمر الله.
(١) معانيه ٣/ ٣٠٥.
(٢) قرأ أبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب، ورواية عن أبي عمرو: (رُحُما) بضم الحاء. وقرأ الباقون: (رُحْما) ساكنة الحاء. انظر السبعة / ٣٩٧/. والحجة ٥/ ١٦٥ - ١٦٦. والمبسوط / ٢٨٢/. والتذكرة ٢/ ٤١٨.
(٣) انظر هذا الرجز أيضًا في إعراب النحاس ٢/ ٢٩٠. وحجة الفارسي ٥/ ١٦٦. والمحرر الوجيز ١٠/ ٤٣٨. والقرطبي ١١/ ٣٧. واللسان (رحم).
(٢) قرأ أبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب، ورواية عن أبي عمرو: (رُحُما) بضم الحاء. وقرأ الباقون: (رُحْما) ساكنة الحاء. انظر السبعة / ٣٩٧/. والحجة ٥/ ١٦٥ - ١٦٦. والمبسوط / ٢٨٢/. والتذكرة ٢/ ٤١٨.
(٣) انظر هذا الرجز أيضًا في إعراب النحاس ٢/ ٢٩٠. وحجة الفارسي ٥/ ١٦٦. والمحرر الوجيز ١٠/ ٤٣٨. والقرطبي ١١/ ٣٧. واللسان (رحم).