العود، وعَسَا بمعنىً (١)، وأن يكون حالًا من ﴿عِتِيًّا﴾ لتقدمه عليه، وهو في الأصل صفة له.
وقد جوز أن تكون (مِن) مزيدة على رأي أبي الحسن، فيكون [الكِبَر] مفعولًا به لقوله: ﴿بَلَغْتُ﴾ و ﴿عِتِيًّا﴾ على هذا مصدر في موضع الحال من الفاعل، أو تمييز (٢).
وأصله: عُتُوْوٌ، على: فعول، كقعود وجلوس، فاستثقلوا اجتماع الواوين، فقلبوا الواو الأولى ياء وكسروا ما قبلها لتصح الياء، أو كسروا العين فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ثم قلبت الواو التي هي لام ياء لسبق الأولى بالسكون، وأدغمت الياء في الياء، فبقي عُتِيٌّ كما ترى، ومنهم من يكسر العين لمجاورة الكسرة التي بعدها، ومنهم من يبقيها على حالها، وقد قرئ: بهما (٣)، وفي قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه - (عَتيًّا) بفتحها (٤) على أنه مصدر أيضًا كالنخير والشخير.
﴿قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَالَ كَذَلِكَ﴾ محل الكاف الرفع، أي: الأمر كذلك، أي: كما قيل لك من هبة الولد على كبر السن. أو النصب بإضمار فعل، أي: نفعل أو نهب مثل ما طلبت، وهو كناية عن مطلوبه.
(٢) انظر هذا الإعراب في التبيان ٢/ ٨٦٧ أيضًا، وفيه وجه ثالث هو أن يكون (عتيا) مصدرًا مؤكدًا.
(٣) كلاهما في الصحيح، فقد قرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: (عِتِيّا) بكسر العين. وقرأ الباقون: (عُتِيّا) بضم العين. انظر السبعة / ٤٠٧/. والحجة ٥/ ١٩٢. والمبسوط / ٢٨٨/.
(٤) انظر قراءته - رضي الله عنه - في مختصر الشواذ / ٨٣/. والمحتسب ٢/ ٣٩. والكشاف ٢/ ٤٠٦. والمحرر الوجيز ١١/ ١٥.