المذكر والمؤنث، تقول: مررت بامرأة صبور، وولود، وعجول.
وعند أبي الفتح هو: فعيل (١)، وهو صيغة ليست على لفظ الفاعل، وإن كانت بمعناه، فلذلك أتى بغير هاء للمؤنث. وقيل: هو على النسب كطالق وحائض (٢).
والبغي: الفاجرة التي تبغي الرجال، ولام الفعل ياء، يقال: بَغَتِ المرأةُ، إذا زنت، بِغاءً بالكسر والمد، وأصل الكلمة من الطلب، لأن البغيَّ طالبة الشهوة على الدوام من أي فحل كان، فاعرفه.
﴿قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَالَ كَذَلِكِ﴾ محل الكاف الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: قال جبريل - عليه السلام - الأمر كذلك، يعني: كما قلت لك، وسمعته من هبة الولد لك، ثم ابتدأ ﴿قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾، أو النصب بـ ﴿قَالَ﴾ الثاني، أي: قال مثل ذلك قال ربك، ثم ابتدأ ﴿هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾، أي: خَلْقُ الولد من غير فحل عليَّ هين.
وقوله: ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ﴾ عطف على تعليل مضمر، أي: نخلقه من غير أب لندل به على قدرتنا، ولنجعله آية للناس. وقيل: تقديره: ولنجعله آية للناس نهبه لك (٣).
وقوله: ﴿وَرَحْمَةً مِنَّا﴾ عطف على ﴿آيَةً﴾، والمعنى: نرحم به من صدقه وتبعه.
وقوله: ﴿أَمْرًا مَقْضِيًّا﴾ أي: وكان خَلْقه أمرًا محكومًا به، مفروغًا عنه، مسطورًا في اللوح.
(٢) قاله العكبري ٢/ ٨٦٩.
(٣) انظر الوجهين في الكشاف ٢/ ٤٠٨.