٤١٣ - سألت هذيل...... ........ (١)
ونحو هذا مسموع لا مقيس.
والمخاض وجع الولادة، يقال: مَخَضَتِ الحاملُ تَمْخَضُ بالفتح فيهما مَخاضًا ومِخاضًا بفتح الميم وكسرها لغتان بمعنىً، وقد قرئ بهما (٢)، وحكى الجوهري: مخِضَتْ بالكسر تَمْخَضُ مَخاضًا مثل سَمِعَ سَمَاعًا (٣). وقيل: المَخاض بالفتح اسم للمصدر كالسلام والكلام، والمِخاض بالكسر مصدر كالقتال والكتاب (٤).
والجذع: ساق النخلة. قيل: والتعريف لا يخلو إما أن يكون من تعريف الأسماء الغالبة، كتعريف النجم والصعق، كأن الناس يعرفون تلك النخلة في تلك الصحراء، كما يعرفون النجم الذي غلب على الثريا، أو يكون تعريف الجنس، أي: جذع هذه الشجرة خاصة (٥).
وقوله: ﴿يَالَيْتَنِي﴾ المنادى محذوف، أي: يا قوم، أو: يا نفس ليتني، ﴿مِتُّ قَبْلَ هَذَا﴾ أي: قبل هذا اليوم؛ وعن أبي علي: أن نحو هذا ليس في الكلام منادى محذوف، بل يدخل (يا) على الفعل والحرف للتنبيه، والوجه ما ذكر، لأن الحروف والأفعال لا تنادى، إنما تنادى الأسماء (٦).
وقوله: ﴿وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾ أي: شيئًا متروكًا ينسى ولا يذكر
(١) تقدم هذا الشاهد برقم (٣٨).
(٢) رواية عن ابن كثير، ذكرها ابن خالويه في مختصر الشواذ / ٨٤/. والزمخشري في الكشاف ٢/ ٤٠٨. وابن عطية في المحرر ١١/ ٢١. ونسبها ابن الجوزي في زاد المسير ٥/ ٢١٩ إلى عكرمة، والنخعي، والجحدري.
(٣) الصحاح (مخض).
(٤) انظر هذا القول في التبيان ٢/ ٨٧٠ أيضًا.
(٥) الكشاف ٨/ ٤٠٢. وحكاه عنه الرازي ٢١/ ١٧٣.
(٦) ضعّف المالقي في رصف المباني / ٥١٤/ هذا، وقال: إن (يا) هنا حرف تنبيه لا غير. ولابن هشام تفصيل في المسألة، انظره في مغني اللبيب / ٤٨٩/.


الصفحة التالية
Icon