الخطاب (١)، أي: إنْ تدفنوا الداء لا نظهره. وأنشده الفراء بفتح النون (٢).
وقرئ: (أَخفيها) بفتحها (٣)، وفيه الوجهان.
أبو علي: الهمزة للسلب، أي: أكاد أسلب خفاءها، أي غطاءها، والخفاء ما تُلَفُّ فيه القِربة، ومثله: أشكيت الرجل، إذا أزلت عنه ما يشكوه (٤).
و(كاد) هنا على بابها، وقيل: هي هنا بمعنى أريده (٥). وقيل: مزيدة (٦). والوجه ما ذكرت وعليه الجمهور.
وقوله: ﴿لِتُجْزَى﴾ فيه وجهان:
أحدهما: من صلة الإتيان، والتقدير: إن الساعة آتية لتجزى كل نفس بسعيها، أو بالذي تسعى فيه ﴿أَكَادُ أُخْفِيهَا﴾.
والثاني: من صلة الإخفاء، أو الخفي، على قول من جعله بمعنى الإظهار، لأنها إذا لم تظهر لم يكن هناك جزاء، وإنَّما الجزاء مع ظهورها، وعن أبي حاتم: لفظه لفظ كي، وتقديره القسم، أي: لَتُجْزَيَنَّ (٧).

(١) هو الأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد، أحد الأخافشة الثلاثة المشهورين، كان إمامًا في العربية، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وطبقته، وأخذ عنه سيبويه، والكسائي، وأبو عبيدة، وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت، وكان الناس إذا فرغوا من القصيدة فسروها.
(٢) انظر معاني الفراء الموضع السابق.
(٣) قرأها سعيد بن جبير كما في معاني الفراء ٢/ ١٧٦. وجامع البيان ١٦/ ١٥٠. وإعراب النحاس ٢/ ٣٣٤. ومختصر الشواذ / ٨٧/. والمحتسب ٢/ ٤٧ وقال ابن جني: ورويت عن الحسن، ومجاهد. وقال ابن عطية ١١/ ٦٨: قرأها ابن كثير، والحسن، وعاصم.
(٤) انظر كلام أبي علي في المحتسب الموضع السابق.
(٥) كذا في جامع البيان ١٦/ ١٥١. والمحتسب ٢/ ٤٨. والنكت ٣/ ٣٩٧. والزاد ٥/ ٢٧٦.
(٦) المحتسب الموضع السابق. والمحرر الوجيز ١١/ ٦٨.
(٧) انظر قول أبي حاتم السجستاني في البيان ٢/ ١٤٠.


الصفحة التالية
Icon