وقرئ: بقطع الألف وكسر الميم (١)، وفيه وجهان:
أحدهما: لغة في جمع، ذكره أبو علي عن أبي الحسن، وَفَعَلْتُ وَأَفْعَلْتُ بمعنىً كثيرٌ في كلام القوم (٢).
والثاني: من الإجماع الذي معناه الإزماع، أي: أزمعوه واجعلوه مجمعًا عليه، حتى لا تختلفوا، ولا يتخلف عنه واحد منكم، كالمسألة المجمع عليها.
وقوله: ﴿ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا﴾ (صفًا) مصدر قولك: صففت القوم فاصطفوا، إذا أقمتهم في الحرب صفًا، وهو في موضع الحال، أي: ثم جيئوا مصطفين. وقيل: ﴿صَفًّا﴾ موضعٌ كانوا يجتمعون فيه في الأعياد كالمصلى ونحوه (٣)، فهو على هذا مفعول به.
﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (٦٥) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (٦٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ﴾ (إِما) للتخيير، وأن والفعل في تأويل المصدر، ومحله إما رفع بأنه خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر إلقاؤك أو إلقاؤنا، أو نصب بفعل مضمر، أي: إما أن تحدث الإلقاء أولًا أو نحدثه نحن وشبهه، وقد ذكر في "الأعراف" (٤).
وقوله: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ﴾ (إذا) للمفاجأة، وهي مكانية، أي: وهناك حبالهم، فحبالهم: مبتدأ وما قبله خبره، وهو ﴿فَإِذَا﴾، و ﴿يُخَيَّلُ﴾ خبر بعد

(١) أي: فأَجمِعوا. هذه قراءة الباقين، انظرها مع قراءة أبي عمرو في السبعة ٤١٩ - ٤٢٠. والحجة ٥/ ٢٣٢. والمبسوط / ٢٩٦/.
(٢) انظر نقل الفارسي عن أبي الحسن في الحجة الموضع السابق.
(٣) انظر مجاز القرآن ٢/ ٢٣. وجامع البيان ١٦/ ١٨٤. ومعاني الزجاج ٣/ ٣٦٥. وإعراب النحاس ٢/ ٣٤٨.
(٤) عند إعراب الآية (١١٥) منها.


الصفحة التالية
Icon