﴿يَأْتِ﴾، ومثله ﴿لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ في كونها حالًا من الهاء في ﴿لَهُ﴾ والعامل فيها الاستقرار.
وقوله: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا﴾ حال من المستتر في ﴿يَأْتِهِ﴾. أي: مصدقًا بالله ورسله، وبما أتى من عند الله.
وقوله: ﴿قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ﴾ في موضع نصب على الحال أيضًا، إما من المستكن في ﴿يَأْتِهِ﴾ على قول من جوز حالين من ذي حال واحد، أو من المنوي في ﴿مُؤْمِنًا﴾ أي: مصدقًا عاملًا الصالحات.
وقوله: ﴿فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾ (الدرجات) مرتفعة بـ ﴿لَهُمُ﴾ على المذهبين، لكونه جرى خبرًا على المبتدأ وهو (أولئك)، والظرف إذا جرى خبرًا على المبتدأ رفع ما بعده بلا خلاف (١).
وقوله: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ بدل من قوله: ﴿الدَّرَجَاتُ﴾ كأنه قيل: فأولئك لهم جنات عدن. ولا يجوز أن يكون خبر مبتدإٍ محذوف على تقدير: هي جنات عدن، كما زعم بعضهم، لأن قوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ نصب على الحال من الهاء والميم في ﴿لَهُمُ﴾ فالعامل فيها الاستقرار لا معنى الإشارة، كما زعم بعضهم (٢)، أي: الدرجات استقرت لهم باقين فيها بقاء لا آخر له.
﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (٧٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا﴾ أي: فاجعل لهم طريقًا في البحر بالعصا، من قولهم: ضرب له في ماله سهمًا، أي: جعل له في ماله سهمًا فهو مفعول به.
والجمهور على فتح الباء في قوله: ﴿يَبَسًا﴾ وفيه وجهان: أحدهما:
(٢) هو أبو البقاء ٢/ ٨٩٨. قال: العامل الاستقرار أو معنى الإشارة.