عَلَى فَعَل لا يخفف في حال السعة والاختيار لخفة الفتح، إنما يكون ذلك في أختيه، فاعرفه.
وقوله: ﴿لَا تَخَافُ﴾ قرئ: بالرفع (١)، وذلك يحتمل ثلاثة أوجه:
أن يكون حالًا من المنوي في ﴿فَاضْرِبْ﴾، أي: فاضرب لهم طريقًا غير خائفٍ ولا خاشٍ.
وأن يكون مستأنفًا، كأنه قيل: وأنت لا تخاف، أي: ومن شأنك أنك آمن لا تخاف.
وأن يكون صفة لقوله: ﴿طَرِيقًا﴾ والعائد منها إلى الموصوف محذوف، أي: لا تخاف فيه، ثم حذف العائد من الصفة كما يحذف من الصلة.
وقرئ: (لَا تَخَف) بالجزم (٢)، وذلك يحتمل وجهين:
أن يكون جواب شرط محذوف، أي: اضرب فإنك إن تضرب لا تخف دركًا ممن خلفك.
وأن يكون نهيًا.
وأما قوله: ﴿وَلَا تَخْشَى﴾ على القراءة الأولى فظاهر، لأنه معطوف على (لا تخاف) وحكمه في الإِعراب حكمه وقد ذكر، وأما على قراءة من قرأ (لا تخف) بالجزم، ففيه ثلاثة أوجه:
أحدها: مستأنف على تقدير: وأنت لا تخشى، ثم في موضع الجملة وجهان - أحدهما: الرفع على القطع والاستئناف. والثاني: النصب على

(١) قراءة الجمهور غير حمزة كما سوف أخرج.
(٢) قرأها حمزة وحده من العشرة. انظر القراءتين في السبعة / ٤٢١/. والحجة ٥/ ٢٣٩. والمبسوط / ٢٩٦/.


الصفحة التالية
Icon