وكذلك لا يصح أن تقول: لا مساس إلا على ما ذكر من تقدير الحكاية.
والثاني: هو اسم للخبر، عَلَمٌ للمسَّة، أي: لا تكون بيننا مَمَاسَّةٌ.
وقوله: (لن تُخلِفه) قرئ: بضم التاء وكسر اللام (١) على البناء للفاعل وهو السامري، أي: لن تجده مخلفًا، من أخلفت الموعد، إذا وجدته خُلْفًا، كقولك: أحمدتُ فلانًا، وأجبنتُه، إذا وجدتَه محمودًا وبخيلًا، ومنه قوله الأعشى:
٤٣٩ -............. | فَمَضَى وَأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدا (٢) |
وقرئ: (لن تُخْلَفَهُ) بضم التاء وفتح اللام (٣) على ترك تسمية الفاعل، وهو الله عز وجل، أو موسى - عليه السلام -، من أخلفه ما وعده، وهو أن يقول شيئًا ولا يفعله على الاستقبال، وهو يتعدى إلى مفعولين، أحدهما: القائم مقام الفاعل وهو المخاطب. والثاني: الضمير الراجع إلى الموعد، والتقدير: لن يُخْلِفكه الله، ثم حذفت الجلالة، وأقمت الكاف مقامه، فبقي (لن تُخْلَفَهُ) كما ترى، قال أبو علي: ومعناه سنأتيك به، ولا مذهب لك عنه وهو وعيد، وهذا المعنى في القراءة الأولى أبين، انتهى كلامه (٤).
(١) هذه قراءة ابن كثير، والبصريان كما سوف أخرج.
(٢) من مطلع قصيدة له، وصدره:
وانظره في جمهرة اللغة ١/ ٦١٥. والمحتسب ٢/ ٥٧. والمقاييس ١/ ٣٩٣. والصحاح (خلف) والمخصص ١٣/ ٢٦٢. والكشاف ٢/ ٤٤٥. وفي الصحاح: (فمضت). قال: أي مضت الليلة.
(٣) قرأها باقي العشرة. انظر السبعة / ٤٢٤/. والحجة ٥/ ٢٤٩. والتذكرة ٢/ ٤٣٥. والنشر ٢/ ٣٢٢. وفي المبسوط سَقْطٌ يدل عليه وَضْعُ قراءتين برقم واحد.
(٤) الحجة الموضع السابق.
(٢) من مطلع قصيدة له، وصدره:
أَثْوَى وقصَّر ليلةً ليزوَّدا | ............ |
(٣) قرأها باقي العشرة. انظر السبعة / ٤٢٤/. والحجة ٥/ ٢٤٩. والتذكرة ٢/ ٤٣٥. والنشر ٢/ ٣٢٢. وفي المبسوط سَقْطٌ يدل عليه وَضْعُ قراءتين برقم واحد.
(٤) الحجة الموضع السابق.