والجمهور على إضافة ﴿بَيِّنَةُ﴾ إلى ﴿مَا﴾ وحكى الكسائي: بتنوين (بينةٌ) مرفوعةٌ (١)، و ﴿مَا﴾ على قوله بدل من (بينة)، أو خبر مبتدإٍ محذوف، أي: هي ما في الصحف الأولى.
وأجيز نصب (بينةً) على الحال من ﴿مَا﴾ (٢)، ولا يجوز أن يكون حالًا من المنوي في الظرف، وهو ﴿فِي الصُّحُفِ﴾، لأن العامل معنى، و ﴿مَا﴾ رَفْعٌ على الفاعلية.
وقرئ: (في الصُّحْفِ) بالإسكان تخفيفًا (٣).
﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (١٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ﴾ محل ﴿أَنَّا﴾ الرفع بمضمر، أي: لو وقع هذا، لأن (لو) لا يليه إلا الفعل.
وقوله: ﴿مِنْ قَبْلِهِ﴾ أي: من قبل الرسول، أو من قبل القرآن.
وقوله: ﴿فَنَتَّبِعَ﴾ منصوب على جواب ﴿لَوْلَا﴾ لأنه بمعنى (هلَّا).
وقوله: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى﴾ الجمهور على لفظ بناء الفاعل فيهما، وقرئ: (مِنْ قَبْلِ أَنْ نُذَلَّ وَنُخْزَى) على ترك تسمية الفاعل (٤)، ووجههما ظاهر.
(٢) أجازه النحاس في الموضع السابق، وحكاه العكبري ٢/ ٩٠٩ عن بعضهم.
(٣) قرأها ابن عباس - رضي الله عنهما - وجماعة. انظر مختصر الشواذ / ٩١/. والبحر المحيط ٦/ ٢٩٢.
(٤) قرأها ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومحمد بن الحنفية، وابن السميفع، وأبو حاتم عن يعقوب. انظر مختصر الشواذ / ٩١/. وزاد المسير ٥/ ٣٣٧. وزاد في البحر ٦/ ٢٩٢ في نسبتها إلى آخرين.