وقوله: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾ في نصب ﴿نَافِلَةً﴾ وجهان:
أحدهما: حال من ﴿يَعْقُوبَ﴾، أي زيادة على ما سأل، وسمي ولد الولد نافلة: لأنه زيادة على الولد، والنافلة: الزيادة.
والثاني: مصدر كالعاقبة والعافية واقع موقع الهبة راجع إليهما، لأنه بمعنى العطية، كأنه قيل: ووهبنا له كليهما هبة.
وقوله: ﴿وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ﴾ الجعل هنا بمعنى التصيير، ومفعولاه: (كُلًّا) ﴿صَالِحِينَ﴾.
﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (٧٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَإِقَامَ الصَّلَاةِ﴾ الأصل إقوام، ألقيت حركة الواو على القاف فتحركت، والواو في نية حركةٍ، فقلبت ألفًا، فاجتمعت ألفان فحذفت إحداهما. قيل: الأولى، وقيل: الثانية، فإذا أفردت قيل: إقامة، فجيء بالتاء عوضًا من حذف إحدى الألفين، فإذا أضيف حذفت التاء، وجعل المضاف إليه بدلًا منها (١).
﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (٧٤) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ﴾ انتصاب قوله: ﴿وَلُوطًا﴾ بمضمر، واختلف في ذلك المضمر، فقيل: وآتينا لوطًا، دل عليه هذا الظاهر. وقيل: وأرسلنا لوطًا. وقيل: واذكر لوطًا، على تقدير: خَبَرَ لوطٍ، فحذف المضاف،