مقمعة، وقد قمعته، إذا ضربته بها.
وقوله: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾ قوله: ﴿مِنْ غَمٍّ﴾ بدل من قوله: ﴿مِنْهَا﴾ بإعادة الجار، وفيه وجهان، أحدهما: بدل الاشتمال، والثاني: بدل البعض، كقولك: ضُرِبَ زيدٌ رأسُهُ. كأن الغم بعضها، إذ يجوز أن يكون بعضها غمًا وبعضها غير غم. وقيل: الأُولى لابتداء الغاية، والثانية بمعنى من أجل (١). و ﴿كُلَّمَا﴾ معمول ﴿أُعِيدُوا﴾.
والغم هنا مصدر قولك: غممت الشيء، إذا غطيته، وهو تغطية النار إياهم - أجارنا الله منها - حتى تأخذ بأنفاسهم، ومنه: غم يومنا فهو يوم غم، إذا كان يأخذ بالنفس من شدة الحر، وأغم يومنا مثله.
وقوله: ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ أي: ويقال لهم ذلك، فحذف القول، كقوله:
٤٥٥ - * جَاؤوا بِمَذْقٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئبَ قَطْ (٢) *
أي: بمذق مقول فيه هذا القول.
وقوله: ﴿عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ أي: عذاب النار المحرقة، وهو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم، والذوق في اللغة مماسة يحصل معها إدراك الطعم، وهو هنا مجاز وتوسع، إذ المراد به إدراكهم الألم.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (٢٤)﴾:
(٢) لأحد الرجاز. وانظره في الكامل ٢/ ١٠٥٤. والمحتسب ٢/ ١٦٥. وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ٢١٤. والمخصص ١٣/ ١٧٧. والمقتصد ٢/ ٩١٢. وأسرار البلاغة / ٣٣٦/. والمفصل / ١٤١/. والإنصاف ١/ ١١٥.