إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} (١) وقوله: ﴿تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ (٢)، و (إبراهيم) هو المفعول الأول، و ﴿مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ هو الثاني.
وقيل: ﴿مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ ظرف والمفعول الثاني محذوف، واللام ليست بمزيدة، والمعنى: هيأنا لإبراهيم في مكان البيت بيتًا أو منزلًا (٣).
وقيل: التقدير: وصينا إبراهيم إذ بوأنا له مكان البيت، فيكون ﴿إِذْ﴾ على هذا ظرفًا لوصينا، وعلى الوجه الأول مفعول به، وهو الوجه لما في هذا التقدير من تغيير النظم.
وقوله: ﴿أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا﴾ (أن) هنا تحتمل أن تكون هي المفسرة بمعنى (أي) العارية عن المحل، والتقدير: بوأنا له مكان البيت وقلنا له لا تشرك بي شيئًا، فأن مفسرة للقول المقدر. وأن تكون الناصبة للفعل المقدرة مع ما بعدها في تأويل المصدر وصلت بالنهي كما توصل بالأمر، ومحلها النصب لعدم الجار وهو الباء، أو إلى جر على إرادته. وقيل: هي صلة (٤). وقرئ: (ألا يشرك) بالياء النقط من تحته (٥).
﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ الجمهور على أن هذا عطف على ما قبله، على معنى: أمرناه وقلنا له: لا تشرك وطهر وأذن، أي: ناد فيهم؛ والنداء بالحج أن يقول: حجوا، أو عليكم بالحج. وقيل: هو

(١) سورة يونس، الآية: ٩٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٢١.
(٣) انظر البيان ٢/ ١٧٣. والتبيان ٢/ ٩٣٩.
(٤) انظر هذه الأوجه أيضًا في إعراب النحاس ٢/ ٣٩٨. ومشكل مكي ٢/ ٩٧.
(٥) قرأها أبو نهيك، وعكرمة. انظر مختصر الشواذ / ٩٥/. والمحرر الوجيز ١١/ ١٩٣. والقرطبي ١٢/ ٣٧. والبحر ٦/ ٣٦٤.


الصفحة التالية
Icon