ويجوز في الكلام (يأتي) على لفظ ﴿ضَامِرٍ﴾ (١).
﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ لك أن تجعل هذه اللام من صلة ﴿يَأْتُوكَ﴾ وهو الظاهر، وأن تُجْعَلَ من صلة ﴿وَأَذِّن﴾. وقد جُوّز أن تكون للأمر، فعلى هذا يجوز الابتداء بها (٢).
وقوله: ﴿وَيَذْكُرُوا﴾ عطف عليه.
وقوله: ﴿فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ ظرف لشهود المنافع وللذكر جميعًا، هذا على قول من قال: إن المراد بالمنافع منافع الدين والدنيا (٣). وأما من قال: إن المراد بالمنافع منافع الدنيا وهي التجارة (٤)، فهي ظرف للذكر لا غير، فاعرفه فإن فيه أدنى إشكال.
وقوله: ﴿عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ في الكلام حذف مضاف تقديره: على ذبح ما رزقهم، فحذف المضاف للعلم به وأضاف البهيمة إلى الأنعام، وهي الإبل والبقر، والغنم، لأن البهيمة [قد] تكون من غير الأنعام، لأنها مبهمة في كل ذات أربع في البر والبحر، فإضافتها إلى الأنعام من باب إضافة الشيء إلى جنسه، كثوب خز، وباب ساج.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ
(٢) لم أجد من ذكر هذا الوجه الأخير والله أعلم.
(٣) أخرجه الطبري ١٧/ ١٤٧ عن مجاهد.
(٤) وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، وسعيد بن جبير. انظر المصدر السابق.