والثاني: في موضع الحال من المنوي في ﴿لِتُخْرِجَ﴾ أي: مأذونًا لك، أو من ﴿النَّاسَ﴾، أي: مأذونًا لهم.
وقوله: ﴿إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ فيه وجهان:
أحدهما: بدل من قوله: ﴿إِلَى النُّورِ﴾ بتكرير العامل، كقوله ﴿لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ﴾ (١).
والثاني: مستأنف، كأنه قيل: إلى أي نور؟ فقيل: إلى صراط العزيز الحميد، وهو دين الإسلام الذي مَن سلكه أدّاه إلى الجنة، و ﴿الْعَزِيزِ﴾: الغالب الذي لا يُغْلَبُ، وفي الحميد وجهان: أحدهما فعيل بمعنى محمود. والثاني: بمعنى فاعل، لأنه يَحْمَدُ طاعةَ المطيعين.
﴿اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿اللَّهِ الَّذِي﴾ قرئ: بالجر (٢) على البدل من ﴿الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾، ولا يجوز أن يكون صفة، لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام، لغلبته واختصاصه بالمعبود الذي تحق له العبادة، كما غَلَبَ النجمُ على الثريا، فلما غلب حتى صار في الغلبة لذلك كالعَلَم، والعَلَمُ لا يوصف به، لأنه ليس بحلية ولا قرابة ولا نسب.
وقرئ: بالرفع (٣) على الابتداء، وخبره ﴿الَّذِي﴾، أو على: هو الله، و ﴿الَّذِي﴾ صفة له.
وقوله: ﴿وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ (ويل) رفع بالابتداء خبره
(٢) أكثر العشرة على هذه القراءة كما سوف أخرج في التي تلي.
(٣) قرأها أبو جعفر، ونافع، وابن عامر، ورواية عن يعقوب. والباقون على الجر كما تقدم. انظر القراءتين في السبعة / ٣٦٢/. والحجة ٥/ ٢٥. والمبسوط / ٢٥٦/. والتذكرة ٢/ ٣٩٢.