آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣)}:
قوله عز وجل: ﴿يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا﴾ مفعول له، أي: كراهة أن تعودوا، أو لئلا تعودوا. وقيل: التقدير: عن أن تعودوا، على تضمين ﴿يَعِظُكُمُ﴾ معنى يزجركم، أي: يزجركم عن العود (١).
وقوله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ﴾ (يأتل) مجزوم بلا، وعلامة الجزم حذف حرف الياء، وهو يفتعل من آلَى يُؤْلِي إيلاءً، وأَلِيَّةً، إذا حلف، يقال: ائتلى يَأْتِلى ائْتِلَاءً، وَتأَلَّى يتألى تَأليًا بمعنى، والمعنى: لا يحلف أولو الفضل منكم والسعة أن لا يؤتوا.
وقيل: معنى ﴿وَلَا يَأْتَلِ﴾: ولا يقصر، من قولهم: ما ألوت في كذا، أي: ما قصرت، أي: ولا يقصر المذكورون عن أن يؤتوا. والأول هو الوجه (٢)، تعضده قراءة من قرأ: (ولا يَتَأَلَّ) من الأَلِيَّةِ ليس إلا، وهو ابن القعقاع (٣).
(٢) أي كون الإيلاء بمعنى الحلف، وهو قول الجمهور. انظر جامع البيان ١٨/ ١٠١. ومعاني النحاس ٤/ ٥١١ - ٥١٢. ومعالم التنزيل ٣/ ٣٣٤.
(٣) انظر قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع في المبسوط / ٣١٧/. والنشر ٢/ ٣٣١. وهي قراءة =