وقوله: ﴿لَمْ يَظْهَرُوا﴾ فيه وجهان:
أحدهما: لم يقووا، من ظهر على الشيء، إذا قوي عليه، ومنه: ظهر فلان على القرآن، إذا علاه بالأخذ وأطاقه.
والثاني: لم يعرفوا، من ظهر على الشيء، إذا اطلع عليه، يعني: لم يعرفوا العورة من غيرها. و ﴿مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾ في موضع الحال، أي: يخفينه كائنًا منها، ويجوز أن يكون من صلة ﴿يُخْفِينَ﴾. و ﴿جَمِيعًا﴾: حال من الضمير في ﴿وَتُوبُوا﴾.
وقوله: ﴿أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قرئ: بفتح الهاء في الوصل لوقوعها قبل الألف في التقدير، وإنما سقطت في الوصل من اللفظ لالتقاء الساكنين، وعليه بني الرسم، وقرئ: بضمها (١) إتباعًا للضمة التي قبلها، لأن الألف لما سقطت لالتقاء الساكنين، اتبعت حركة الهاء حركة ما قبلها، ومثلها: ﴿يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ﴾ (٢) و ﴿أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ (٣).
﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٣٤)﴾:

(١) قرأها ابن عامر وحده لأنها مرسومة في المصحف (أيه) بغير ألف. انظرها مع قراءة الباقين من العشرة في السبعة / ٤٥٥/. والحجة ٥/ ٣١٩. والمبسوط / ٣١٨/.
(٢) سورة الزخرف، الآية: ٤٩.
(٣) سورة الرحمن، الآية: ٣١.


الصفحة التالية
Icon