كان في صلة (أن) لا يعمل فيما قبله. والثاني: متعلق بمحذوف، وفيه تقديران - أحدهما: صلوا وسبحوا في بيوت من صفتها كيت وكيت. والثاني: ثابتون أو مستقرون في بيوت، على أنه خبر مبتدأ، أو المبتدأ ﴿رِجَالٌ﴾، يعني على قراءة من فتح الباء (١) وهذا فيه ضعف لا بل ليس بشيء لما فيه من فك النظم وتغيير اللفظ مع ما فيه من مخالفة الجمهور.
وقوله: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ﴾ قرئ: بكسر الباء على البناء للفاعل وهو ﴿رِجَالٌ﴾، وبفتحها على البناء للمفعول (٢) والقائم مقام الفاعل أحد الظروف الثلاثة وهو له، أو فيها، أو بالغدو. واختلف في ارتفاع ﴿رِجَالٌ﴾ على هذه القراءة، فقيل: بفعل مضمر دل عليه هذا الظاهر، كأنه قيل: من يسبح؟ فقيل: يسبح له رجال، ومثله بيت الكتاب:

٤٧٣ - لِيُبْكَ يَزِيدُ ضَارِعٌ لِخُصُومَةٍ ............ (٣)
كأنه قيل: من يبكيه؟ فقال: يبكيه ضارع. وقيل: ﴿رِجَالٌ﴾ مبتدأ والخبر ﴿فِي بُيُوتٍ﴾، وقد ذكر. وقيل: ارتفاعهم بالظرف على مذهب أبي الحسن، أي: في بيوت، أو فيها رجال. وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف، أي: المسبحون رجال، والمختار الوجه الأول وعليه المحققون من أهل هذه الصناعة (٤).
وقرئ أيضًا: (تُسَبِّحُ) بالتاء النقط من فوقه وكسر الباء (٥) على تأنيث الجماعة كـ ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ﴾ (٦).
(١) من (يسبح) وهي قراءة ابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، والباقون على الكسر. انظر السبعة / ٤٥٦/. والحجة ٥/ ٣٢٥. والمبسوط / ٣١٩/. والتذكرة ٢/ ٤٦٠.
(٢) خرجت هاتين القراءتين المتواترتين قبل قليل.
(٣) تقدم هذا الشاهد كاملًا برقم (٢١٦) وخرجته هناك.
(٤) انظر هذه الأوجه أيضًا في التبيان ٢/ ٩٧١.
(٥) قرأها أبو حيوة كما في مختصر الشواذ / ١٠٢/. ونسبها ابن عطية ١١/ ٣٠٩ إلى يحيى بن وثاب، وهي إلى الاثنين في البحر ٦/ ٤٥٨.
(٦) سورة الحجرات، الآية: ١٤.


الصفحة التالية
Icon