قوله عز وجل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ﴾ تعدَّى ﴿وَعَدَ﴾ هنا إلى مفعول واحد وهو ﴿الَّذِينَ﴾، وأصله أن يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما (١).
وقوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ﴾ قيل: عام، و (مِن) للتبيين. وقيل: خاص للمهاجرين، و (مِن) للتبعيض (٢).
وقوله: ﴿لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ﴾ تفسير للوعد، واللام جواب قسم محذوف تقديره: وعد الله وأقسم ليجعلنهم خلفاء لمن قبلهم من الملوك والأمراء.
وقوله: ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، و (ما) مصدرية، أي: استخلافًا مثل استخلاف الذين من قبلهم.
وقوله: ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ محل الفعلين إما النصب على الحال من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾، أي: عابدين إياي موحدين، أي: وعدهم ذلك في حال عبادتهم وتوحيدهم، وإما الرفع على القطع والاستئناف، أي: هم يعبدونني.
وقوله: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ قرئ: (لا تحسبن) بالتاء النقط من فوقه (٣)، وفاعل الفعل للمخاطب، ومفعولاه: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ و ﴿مُعْجِزِينَ﴾.
وقرئ: بالياء النقط من تحته (٤)، وفي فاعل الفعل وجهان:
(٢) انظر التفسير الكبير ٢٤/ ٢٣.
(٣) هذه قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٤) قرأها ابن عامر، وحمزة. انظرها مع القراءة الأولى في المبسوط ٣٢٠ - ٣٢١. والتذكرة ٢/ ٤٦. والكشف ٢/ ١٤٢. وقد دخل كتاب الحجة ٥/ ٣٣٢ تصحيف غريب، وذلك بإضافة اسم (حفص) إلى قراءة ابن عامر، وحمزة، دون تنبيه من المحققين. وكيف يكون =