قوله عز وجل: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي﴾ (القواعد) مبتدأ و (من النساء) في موضع نصب على الحال من المنوي في القواعد، و ﴿اللَّاتِي﴾ صفة للقواعد، وليس وما اتصل بها في موضع خبر المبتدأ الذي هو (القَواعِدُ)، ودخلت الفاء في الخبر لما في المبتدأ من معنى الشرط، لأن الألف واللام بمعنى (الذي).
والقواعد من النساء: العجائز اللاتي قعدن عن الحيض والحبل لكبرهن. وقيل: قعدن عن التزوج (١)، واحدتهن قاعد بغير هاء على النسب، أي: ذات قعود، أو على تأويل شخص أو إنسان. وقيل: بل حذفت الهاء منها للفرق بين القاعد التي قعدت عن الحيض والولد لكبرها، وبين القاعدة التي بمعنى الجالسة (٢).
والنون في ﴿لَا يَرْجُونَ﴾ ضمير المؤنث كالتي في قوله: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٧].
وقوله: ﴿غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ﴾ نصب على الحال من الضمير في ﴿أَنْ يَضَعْنَ﴾ أي: غير مظهرات محاسنهن.
وقوله: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ﴾ ابتداء وخبر، أي: والاستعفاف خير لهن.
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ
(٢) انظر هذا القول في مشكل مكي ٢/ ١٢٨.