وقوله: ﴿فِيهَا نَصَبٌ﴾، النصب: التعب والإعياء.
وقوله: ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ (هم) اسم (ما)، و ﴿بِمُخْرَجِينَ﴾ خبرها، ﴿وَمَا﴾ هنا حجازية ليس إلا، لدخول الباء في الخبر، و ﴿مِنْهَا﴾ من صلة الخبر.
وقوله: ﴿أَنِّي أَنَا﴾ محل ﴿أَنَا﴾ النصب إما على التوكيد لاسم (أنّ)، أو الرفع على الابتداء، ولك أن تجعله فصلًا.
وقوله: ﴿هُوَ الْعَذَابُ﴾ هو مبتدأ، أو فصل، ولا يجوز أن يكون توكيدًا للعذاب، لأن المُظهر لا يؤكد بالمضمر (١).
﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ﴾ (إذ) ظرف للضيف، لأنه مصدر في الأصل وإن كان وصفًا، لأن كونه وصفًا لا يسلبه أحكام المصادر، ألا ترى أنه لا يثنى ولا يُجمع ولا يؤنث، وإن كان قد وصف به، كما لو لم يوصف به، مع أنَّ الظرف تكفيه رائحة الفعل (٢).
وقيل: هو على حذف المضاف، أي: عن ذوي ضيف إبراهيم، أي: عن أصحاب ضيافته (٣).
وقيل: العامل محذوف، أي: عن نبأ ضيف إبراهيم (٤).
وقوله: ﴿فَقَالُوا سَلَامًا﴾ أي: فسلموا سلامًا، فوضع (قالوا) موضع

(١) كذا في التبيان ٢/ ٧٨٤ أيضًا.
(٢) انظر هذا التعليل ماعدا العبارة الأخيرة في التبيان الموضع السابق أيضًا.
(٣) اقتصر النحاس ٢/ ١٩٦ على هذا التقدير، وحكاه عنه ابن عطية ١٠/ ١٣٥.
(٤) التبيان الموضع السابق. وذكر أبو حيان وغيره وجهًا آخر في (إذ) لم يذكره المؤلف، وهو أن يكون مفعولًا لفعل محذوف تقديره: أذكر إذ دخلوا.


الصفحة التالية
Icon