الواو لالتقاء الساكنين هي والنون الأولى المدغمة، واللام منهما لام قسم، والفعل مؤكد بالنون الشديدة مبني معها.
وتقدم القول في (مَهْلِكَ) في سورة الكهف (١).
﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٥٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ﴾ (كان) هنا تحتمل أن تكون المفتقرة إلى الخبر، وأن تكون المستغنية عنه، فإن قدرت أنها المفتقرة إلى الخبر فـ ﴿عَاقِبَةُ﴾ اسمها، وفي الخبر وجهان، أحدهما: ﴿كَيْفَ﴾. [والثاني: ﴿أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ﴾ إذا فتحت الهمزة، وإذا كسرت لم يجز، لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على ﴿عَاقِبَةُ﴾].
وقرئ: (إنا دمرناهم) بالكسر (٢) على الاستئناف، وهو تفسير للعاقبة، كما أن قوله: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (٣) تفسير للوعد.
وقرئ: ﴿أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ﴾ بالفتح (٤)، وفيه وجهان:
أحدهما: في موضع نصب إما بخبر (كان)، أي: كان عاقبة مكرهم التدمير، و ﴿كَيْفَ﴾ في موضع الحال، وذو الحال اسم كان، والتقدير: على أي حال كان عاقبة أمرهم تدميرهم؟ أي: أحسنًا أم سيئًا؟ والعامل فيها ﴿كَانَ﴾ على قول من جوز ذلك، أو ما دل عليه الكلام من الفعل وهو

(١) آية (٥٩) منها، ويعني اختلافهم في قراءتها وهي من المتواتر.
(٢) قرأها أبو جعفر، ونافع، وأبو عمرو، وابن كثير، وابن عامر. كما سوف أخرج.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٩.
(٤) قرأها الخمسة الباقون. انظر القراءتين في السبعة ٤٨٣ - ٤٨٤ والحجة ٥/ ٣٩٦. والمبسوط ٣٣٣ - ٣٣٤. والتذكرة ٢/ ٤٧٦.


الصفحة التالية
Icon