﴿عَمُونَ﴾، و ﴿فِي﴾ بمعنى الباء، أي: لم يدرك علمهم بحدوث الآخرة بل هم في شك من حدوثها. وقيل: في أمر الآخرة، فحذف المضاف.
والثانية: (بَلِ ادَّارَكَ) بوصل الألف وتشديد الدال وفتحها وألف بعدها (١)، والأصل تدارك، فأوثر إدغام التاء في الدال لكونهما من مخرج واحد بعد قلبها إلى لفظها وإسكانها، واحتيج إلى ألف الوصل لسكون الدال بعدها، كما احتيج في نحو: ﴿اطَّيَّرْنَا﴾ [النمل: ٤٧]، و ﴿فَادَّارَأْتُمْ﴾ [البقرة: ٧٢] وشبههما لذلك، وهاتان كلاهما قراءة الجمهور.
والثالثة: (بَلَ ادْرَكَ) بفتح اللام من غير همزة ولا ألف بعد الدال (٢)، على تخفيف الهمزة بحذفها بعد إلقاء حركتها على اللام الساكنة قبلها.
والرابعة: كذلك غير أن الدال مفتوحة مشددة (٣)، وأصله: اتدرك، وهو بمعنى (ادَّارك) وقد يجيء افتعل وتفاعل بمعنى، ولذلك صححوا ازَّوَّجوا لما كان بمعنى تزاوجوا، وكان قياسه (بَلِ ادَّرَكَ) بكسر اللام، لسكونها وسكون الدال بعدها، غير أنه أوثرت الفتحة لخفتها، كقول بعضهم: (قمَ الليلَ) (٤)، وَبعَ الثَّوْبَ بفتح الميم والعين لما ذكر آنفًا (٥).
والخامسة: كذلك غير أن اللام مكسورة (٦) على أصل التقاء الساكنين وهو القياس.
(٢) قرأها ورش، وسليمان بن يسار، وعطاء بن السائب. انظر إعراب النحاس ٢/ ٥٣١. ومختصر الشواذ / ١١٠/. والمحتسب ٢/ ١٤٢.
(٣) يعني (بَلَ ادَّرَك)، وقد رويت عن سليمان بن يسار، وعطاء بن السائب. انظر المحتسب الموضع السابق. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٢٦.
(٤) من المزمل، الآية: ٢. وهي قراءة تأتي في موضعها وأخرجها هناك إن شاء الله.
(٥) انظر المحتسب ٢/ ١٤٣.
(٦) يعني (بَلِ ادَّرَك) رواها الأعشى عن أبي بكر عن عاصم. انظر مصادر القراءتين الأُوليين المتواترتين.