وقوله: ﴿وَنُرِيَ﴾ عطف على ﴿نَمُنَّ﴾، وقرئ: (وَيَرى) بالياء مفتوحة وفتح الراء ممالة (١)، مسندًا إلى فرعون وحزبه. و ﴿مِنْهُمْ﴾ من صلة ﴿نُرِيَ﴾ أو (يَرى)، لا من صلة ﴿يَحْذَرُونَ﴾ لأن ﴿مَا﴾ موصولة، وما كان في صلة الموصول لا يتقدم عليه.
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ (أنْ) هنا يجوز أن تكون مصدرية، أي: أوحينا إليها بإرضاعه، وأن تكون مفسرة بمعنى (أي). والجمهور على إثبات همزة ﴿أَرْضِعِيهِ﴾ وهو الوجه. وقرئ: (أنِ ارضعيه) بكسر النون من غير همزة بعدها (٢) على أنها حذفت حذفًا كما حذفت من نحو: (إنَّها لَحْدَى الكُبَرِ) (٣):
٤٨٨ - * إِنْ لَمْ أَقَاتِلْ فَلْبِسُوني بُرْقَعًا (٤) *
فلما حذفت التقى ساكنان النون والراء، فكسرت النون لالتقاء الساكنين، فاعرفه.
(٢) قرأها عمرو بن عبد الواحد كما في المحتسب ٢/ ١٤٧. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٤٤. ونسبها القرطبي ١٣/ ٢٥٠ إلى عمر بن عبد العزيز.
(٣) الآية (٣٥) من "المدثر"، وهي قراءة تروى عن ابن كثير. انظر كتاب السبعة ٦٥٩ - ٦٦٠.
(٤) تقدم الشاهد وتخريجه برقم (٩٥).