فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (١٧)}:
قوله عز وجل: ﴿عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ﴾ في موضع الحال من المنوي في ﴿دَخَلَ﴾ أي: مختلسًا.
وقوله: ﴿يَقْتَتِلَانِ﴾ في موضع النصب على النعت لـ ﴿رَجُلَيْنِ﴾، وكذلك ﴿هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ﴾ الجملتان في موضع النصب أيضًا على الصفة لهما.
وقوله: ﴿فَوَكَزَهُ﴾ قال أبو عبيدة: الوكز الدفع بأطراف الأصابع (١). وقيل: بجمع كفه (٢).
وقوله: ﴿فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ أي: فقتله، وكل شيء فرغت منه فقد قضيت عليه، وفي فاعل الفعل وجهان، أحدهما: الوكز. والثاني: الله جل ذكره، أي: أماته، والقضاء: الموت. وقيل التقدير: قضى الله عليه الموت، فحذف المفعول به.
وقوله: ﴿بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ في الباء وجهان:
أحدهما: للقسم وجوابه محذوف، وقوله: ﴿فَلَنْ أَكُونَ﴾ دال عليه وتفسير له، والمعنى: أقسم بإنعامك عليّ بالمغفرة لأتوبن.
والثاني: للسببية، أي: بسبب إنعامك عليّ لا أكون عونًا للمجرمين.
{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ
(٢) قاله أبو عبيدة كما في مجاز القرآن ٢/ ٩٩. وهو قول مجاهد كما أخرجه الطبري ٢٠/ ٤٦.