قوله عز وجل: ﴿يَسْعَى﴾ في يجوز أن يكون في موضع رفع على النعت لرجل، أي: ساع، وأن يكون في موضع نصب على الحال منه، لأنه قد تخصص بالوصف بقوله: ﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾، أو من المنوي في الصفة، أي: ساعيًا. ولك أن تجعل ﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ متعلقًا بـ ﴿جَاءَ﴾، فـ ﴿يَسْعَى﴾ على هذا في موضع الرفع على الصفة ليس إلا.
وقوله: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ (خائفًا) حال من المنوي في ﴿جَاءَ﴾، وكذا ﴿يَتَرَقَّبُ﴾ في موضع الحال منه أو من المستكن في ﴿خَائِفًا﴾.
﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَسْقُونَ﴾: في موضع نصب إما على الوصف لـ ﴿أُمَّةً﴾، أو على الحال منهم، لأنهم قد تخصصوا بالوصف بقوله: ﴿مِنَ النَّاسِ﴾.
وقوله: ﴿تَذُودَانِ﴾ أي: تمنعان مواشيهما عن الماء، والذود في اللغة: الكف والدفع.
وقوله: (حتى يَصدُر الرعاء) قرئ: بفتح الياء وضم الدال (١) من صدرت، أي: رجعتْ، أي: حتى يرجعوا من سقيهم. وقرئ: ﴿حَتَّى يُصْدِرَ﴾ بضم الياء وكسر الدال (٢)، من أصدرت فلانًا، وفي الكلام حذف مفعول، أي: حتى يصدر الرعاء مواشيهم من وِرْدِهم.

(١) قراءة صحيحة لأبي جعفر، وأبي عمرو، وابن عامر. انظر التخريج التالي.
(٢) قرأها الباقون من العشرة. انظر السبعة / ٤٩٢/. والحجة ٥/ ٤١٢. والمبسوط / ٣٣٩/. والتذكرة ٢/ ٤٨٤.


الصفحة التالية
Icon