و ﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾: من صلة (اضْمُمْ) قيل: والمعنى: إذا أصابك الرهب عند رؤية الحية فاضمم إليك جناحك، جُعل الرهبُ الذي كان يصيبه سببًا وعلة فيما أُمِر به من ضم جناحيه إليه.
وقيل: من صلة قوله: ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾.
وقيل: من صلة قوله: ﴿وَلَّى﴾.
وقيل: من صلة قوله: ﴿مُدْبِرًا﴾.
وقيل: تقدير الكلام: إنك من الآمِنين من الرهب. والوجه هو الأول لسلامة لفظ النظم (١).
وقوله: ﴿فَذَانِكَ﴾: قرئ مخففًا ومشددًا (٢). و (فذانيك) مخففًا مع زيادة ياء بين النون والكاف (٣)، أما المخفف فَمُثَنَّى (ذاك)، وأما المشدد فمثنى (ذلك) فلما ثني وقعت اللام بعد نون التثنية، ثم أدغمت اللام في النون على حكم إدغام الثاني في الأول، ومنع من إدغام الأول في الثاني الذي هو الأصل لتغيّر لفظ التثنية.
وأما المخفف مع الياء ففيه وجهان:
أحدهما: أن الياء بدل من إحدى النونين، وهي الثانية كراهة التضعيف، ونظيره ما حَكَى أحمد بن يحيى: لا وَرَبِيكَ ما أفعل، يريد: لا وربِّك (٤).

(١) انظر أوجه تعليق (من الرهب) في التبيان ٢/ ١٠٢٠ أيضًا.
(٢) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس عن يعقوب: (فذانِّك) مشددة النون. وقرأ الباقون: (فذانِك) خفيفة النون. انظر السبعة / ٤٩٣/. والحجة ٥/ ٤١٩. والمبسوط / ٣٤٠/. والتذكرة ٢/ ٤٨٤.
(٣) رواية عن ابن كثير. انظر السبعة، والحجة الموضعين السابقين.
(٤) حكاه أبو علي في الحجة ٥/ ٤٢٠ عن ثعلب أحمد بن يحيى.


الصفحة التالية
Icon