سلطانًا، أي: غلبة وتسلطًا، أو حجة واضحة. و ﴿أَنْتُمَا﴾ مبتدأ، ﴿وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا﴾ عطف عليه، والخبر: ﴿الْغَالِبُونَ﴾.
والرابع: من صلة محذوف، وفيه تقديرات ثلاث، أحدها: أنتما غالبان بآياتنا على أعدائنا، دل عليه ﴿أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾، ولا يجوز أن يكون من صلة ﴿الْغَالِبُونَ﴾ كما زعم أبو الحسن والطبري وموافقوهما (١)؛ لما فيه من تقدم الصلة على الموصول، فقوله: ﴿بِآيَاتِنَا﴾ بيان لـ ﴿الْغَالِبُونَ﴾ لا صلة له لما ذكرنا آنفًا، اللهم إلا أن يجعلوا الألف واللام للتعريف لا بمعنى الذي. والثاني: اذهبا بآياتنا. والثالث: فلا يصلون إليكما ملتبسين بآياتنا متأزرين بها، أو فلا يصلون إليكما ومعكما آياتنا، فالباء على هذا للحال كقولك: خرج فلان بسلاحه، أي: ملتبسًا بسلاحه، أو ومعه سلاحه.
والخامس: الباء للقسم وجوابه: ﴿فَلَا يَصِلُونَ﴾ مقدمًا عليه، فاعرفه فإنه قل أن يوجد في كتاب.
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٣٦) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٣٧) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ

(١) انظر جامع البيان ٢٠/ ٧٦. وحكاه القرطبي ١٣/ ٢٨٧ عن أبي الحسن الأخفش. وجوزه الزجاج ٤/ ١٤٤ - ١٤٥. وابن عطية ١٢/ ١٦٧. والعكبري ٢/ ١٠٢١. ووافق المؤلف الزمخشري ٣/ ١٦٧ فيما ذهب إليه، وهو للمهدوي قبلهما كما في القرطبي الموضع السابق.


الصفحة التالية
Icon