على ﴿نُوحًا﴾ أو على الضمير في ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ﴾، ولك أن تنصبه بإضمار فعل، أي: واذكر إبراهيم.
وعن بعضهم: (وإبراهيمُ) بالرفع (١) على: ومن المرسلين إبراهيم.
﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا﴾ (ما) كافة، و ﴿أَوْثَانًا﴾ مفعول ﴿تَعْبُدُونَ﴾.
وقوله: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ الجمهور على كسر الهمزة وسكون الفاء، وهو الكذب، والأَفيكة مثله (٢)، وقرئ: (أَفِكًا) بفتح الهمزة وكسر الفاء (٣)، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: مصدر كالكَذِب والضَّحِك، والإِفْك مخفف منه كالكِذْب والضِحْك.
والثاني: صفة على فَعِل كالأَشِر والبَطِر لمصدر محذوف، أي: خَلْقًا أَفِكًا، ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه.
والثالث: هو محذوف من آفك، كبَرِدٍ وعَرِدٍ من بارد وعارد، وهو اسم

(١) رويت عن أبي جعفر كما في مختصر الشواذ / ١١٥/. وعزاها الزمخشري ٣/ ١٨٦ إلى إبراهيم النخعي، وأبي حنيفة رحمهما الله، وهي إلى الثلاثة في البحر ٧/ ١٤٥.
(٢) كذا في الصحاح (أفك).
(٣) قرأها ابن الزبير - رضي الله عنهما -، وفضل بن مرزوق. انظر مختصر الشواذ / ١١٤/. والمحتسب ٢/ ١٦٠. والمحرر الوجيز ١٢/ ٢١٠.


الصفحة التالية
Icon