﴿مُنَجُّوكَ﴾ (١)، فإذا فهم هذا، فقوله: ﴿وَأَهْلَكَ﴾ عند صاحب الكتاب ينتصب بإضمار فعل دل عليه ﴿مُنَجُّوكَ﴾، أي: وننجي أهلك، كقوله:

٥٠٣ - هل أنت باعثُ دينارٍ لحاجتنا أو عبدَ ربٍ أخا عَوْنِ بنِ مِخْراقِ (٢)
فنصب (عبد رب) بإضمار فعل دل عليه باعث، أي: أو تبعثَ عبدَ ربٍ. وعند أبي الحسن: عطفط على المحل ومحله النصب، لأن الإضافة مجَازية، والنون مقدرة منوية، والتقدير والأصل: منجون إياك، لأنه لم يقع بعد، فهو آتٍ.
فإن قلت: أما يجوز أن يكون عند صاحب الكتاب معطوفًا على المحل دون اللفظ كما لو كان المضاف إليه ظاهرًا؟ قلت: بلى وفيه كلام وتفصيل بين المذهبين، وسأذكره بعدُ إن شاء الله تعالى.
والضمير ﴿مِنْهَا﴾ للقرية (٣)، وهي قرية قوم لوط.
﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٣٧) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (٣٩)﴾:
(١) انظر المذهبين في البيان ٢/ ٢٤٤. والتبيان ٢/ ١٠٣٢ - ١٠٣٣.
(٢) ينسب لعدة شعراء، وقيل: هو مصنوع. وانظره في الكتاب ١/ ١٧١. والمقتضب ٤/ ١٥١. وأصول ابن السراج ١/ ١٢٧. وجمل الزجاجي / ٨٧/. والكشاف ٣/ ١١٤. والخزانة ٨/ ٢١٥ - ٢١٩.
(٣) كذا أيضًا في معالم التنزيل ٣/ ٤٦٧. والكشاف ٣/ ١٩٠. والمحرر الوجيز ١٢/ ٢١٩. وقال العكبري ٢/ ١٠٣٣: للعقوبة. وانظر القولين في زاد المسير ٦/ ٢٧٠ - ٢٧١.


الصفحة التالية
Icon