الخبر، و ﴿نَضْرِبُهَا﴾ حالًا من ﴿الْأَمْثَالُ﴾، والعامل ما في (تِلْكَ) من معنى الفعل، وتكون الفائدة منوطة بالحال. ومعنى: ﴿نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ﴾ نبينها لهم.
وقوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ في موضع نصب، إما على البدل من ﴿أَهْلَ الْكِتَابِ﴾، أو على الاستثناء، وهو من الجنس، أي: إلا الظالمين منهم، وهم المصرون على كفرهم مع الامتناع عن أداء الجزية، فلا تجادلوهم بالحسنى بل بالغلظة والمقاتلة بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية، فيكون ذلك جدالًا بغير الأحسن.
وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: إنزالًا مثل ذلك الإنزال أنزلنا إليك الكتاب.
﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٥٢) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٣) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٥٤) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥) يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا﴾ (أَنَّا) في موضع رفع فاعل، ﴿يَكْفِهِمْ﴾ و ﴿شَهِيدًا﴾ حال أو تمييز.


الصفحة التالية
Icon