﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ﴾ (أن) وما اتصل بها في موضع رفع بالابتداء، والخبر ما قبلها من الجار والمجرور، وكذا ما بعده إلى قوله: ﴿إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾، وحكمه في الإِعراب حكمه ما عدا قوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ﴾ (١) فإن فيه كلامًا سأذكره لك إن شاء الله تعالى.
وقوله: ﴿أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ فيه وجهان:
أحدهما: في الكلام حذف مضاف، أي: خلق آباءكم، فحذف المضاف.
والثاني: لا حذف، لأنَّ الخلقَ فَرْعُ أَصْلٍ خُلِقَ من التراب، وإذا كان الأصل من تراب فالفرع أيضًا منه.
وقوله: ﴿لِلْعَالِمِينَ﴾ قرئ: بكسر اللام (٢)، وهو جمع عالِم، وشاهده: ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ (٣) ولا مقال أن العالِم أكثر اعتبارًا من غيره. وقرئ: بفتحها (٤)، وهو جمع عالَم، وهو الوجه لما فيه من التعميم.
(٢) قرأها حفص عن عاصم كما سوف أخرج.
(٣) سورة العنكبوت، الآية: ٤٣.
(٤) قرأها الباقون. انظرها مع قراءة حفص في السبعة / ٥٠٦ - ٥٠٧. والحجة ٥/ ٤٤٤. والمبسوط / ٣٤٩/. والتذكرة ٢/ ٤٩٤.