﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ (١) كأنه قيل: فأقيموا وجوهكم راجعين إليه بالتوبة.
وقوله: ﴿وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا... وَلَا تَكُونُوا﴾ عطف إما على المقدر وهو الزموا، أو على ﴿فَأَقِمْ﴾.
وقوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا﴾ فيه وجهان، أحدهما وهو الوجه: بدل من ﴿الْمُشْرِكِينَ﴾ بإعادة الخافض كما ترى. والثاني: العاطف مقدر منوي، أي: ومن الذين فرقوا دينهم.
وقوله: ﴿مُنِيبِينَ﴾ (٢) حال من الضمير في ﴿دَعَوْا﴾.
وقوله: ﴿لِيَكْفُرُوا﴾ يجوز أن تكون الجارة متعلقة بالإِشراك، وأن تكون التي للأمر على وجه التهديد والوعيد، وقد ذكر في "العنكبوت" (٣).
وقوله: ﴿أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا﴾ السلطان يُذَكَّرُ على تأويل الدليل، ويؤنث على إرادة الحجة (٤).
وقوله: ﴿بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ﴾ في (ما) وجهان، أحدهما: موصولة والضمير في ﴿بِهِ﴾ يعود إليها. والثاني: مصدرية والضمير في ﴿بِهِ﴾ لله جل ذكره، أي: بكونهم بالله يشركون.
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
(٢) من الآية: ٣٣.
(٣) عند إعراب الآية (٦٦) منها.
(٤) زعم الفراء أن العرب تؤنث السلطان، قال النحاس: فأما البصريون فالتذكير عندهم أفصح، وبه جاء القرآن، والتأنيث جائز عندهم. انظر إعراب النحاس ٢/ ٥٩٠. وانظر أيضًا مشكل مكي ٢/ ١٧٩.