والمعنى: لَيَظَلّنَّ (١). ولعمري صدق فيما زعم، لأنه شرط وجزاء، وذلك بابه الآتي دون الماضي، وكذا ﴿أَرْسَلْنَا﴾ بمعنى نرسل.
والضمير في (رأوه) المفعول للنبات، وقيل: للأثر، وقيل: للسحاب، لأن السحاب إذا اصفر لم يمطر (٢).
وانتصاب قوله: ﴿مُصْفَرًّا﴾ على الحال، لا على أنه مفعول ثانٍ كما زعم بعضهم، لأن الرؤية هنا من رؤية العين دون القلب.
وقوله: ﴿مُدْبِرِينَ﴾ حال مؤكدة.
﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (٥٨) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٥٩) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ﴾ ظرف لقوله: ﴿يُقْسِمُ﴾. ﴿وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ﴾: هي اللام الموطئة للقسم دخلت على حرف الشرط، و ﴿لَيَقُولَنَّ﴾ جواب القسم، لأن الاهتمام به لتقدمه سد مسد الجوابين، أعني جواب القسم وجواب الشرط، وقد ذكر آنفًا.
وقوله: ﴿وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ﴾ في موضع جزم بالنهي مؤكد بالنون الشديدة،

(١) الكتاب ٣/ ١٠٨.
(٢) أعادها النحاس في الإعراب ٢/ ٥٩٥. ومكي في المشكل ٢/ ١٨٠ إلى الزرع، أو السحاب، أو الريح. وانظر المعنى المتبقي في الكشاف ٣/ ٢٠٧. والأثر والنبات شيء واحد.


الصفحة التالية
Icon