إهلاكنا القرون في حال مشيهم، أي: مشي المنبهين على النظر والاعتبار في مساكنهم، أي: في مساكن المهلكين، أو في حال مشي الهالكين في مساكنهم، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ﴾ الجرز في اللغة: الأرض اليابسة التي لا نبات فيها، كأنه انقطع عنها، أو انقطع عنها المطر، وفيها أربع لغات: جُرُزٌ، وجُرْزٌ، وجَرَزٌ، وجَرْزٌ، يقال: جرزت الأرض تجرز، إذا ذهب نباتها كأنها قد أكلته، من قولهم: ناقة جَروزٌ، إذا كانت تأكل كل شيء، ورجل جروز أيضًا، إذا كان يأتي على كل مأكول، قال الراجز:

٥١٨ - تَسْأَلُنِي عَنْ بَعْلِهَا أَيُّ فَتَى خبٌّ جَرُوزٌ إِذَا جَاعَ بَكَى (١)
ويقال أيضًا: سيف جُرُوزٌ وَجُرَازٌ، أي قَطَّاعٌ، وكذلك السنة الجَرُوزُ، ولا يقال للأرض التي لا تنبت كالسباخ: جرز، بشهادة قوله جل ذكره: ﴿فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا﴾.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَتَى هَذَا الْفَتْحُ﴾ (هذا) مبتدأ و ﴿مَتَى﴾ خبره (٢)
(١) للشماخ، وقيل لغيره. وفي جميع المصادر (وإذا). وانظر الشاهد في جامع البيان ٢١/ ١١٤. والمحتسب ١/ ٦٠. والصحاح (حطب). والمخصص ١٥/ ١٥٩. والنكت والعيون ٤/ ٣٦٧. والإفصاح / ٣١٠/. والمحرر الوجيز ١٣/ ٤٢.
(٢) في (أ) و (ط): (متى) مبتدأ. و (هذا) خبره. ويؤيد ما أثبتُّه ما جاء في مشكل مكي ٢/ ١٩٠. والبيان ٢/ ٢٦٢.


الصفحة التالية
Icon