ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (٧) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (٨)}:
قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا﴾ أي: واذكر حين أخذنا عهودهم على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الدين القيم.
وقوله: ﴿لِيَسْأَلَ﴾ من صلة ﴿وَأَخَذْنَا﴾، وإن شئت من صلة محذوف، أي: فعلنا ذلك ليسأل الله الصادقين عن صدقهم.
وقوله: ﴿وَأَعَدَّ﴾، فيه وجهان:
أحدهما: عطف على قوله: ﴿وَأَخَذْنَا﴾، لأنه إنما فَعَل ذلك ليثيب قومًا ويعذب آخرين.
والثاني: عطف على ما دلَّ عليه قوله: ﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ﴾ كأنه قيل: فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٩) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ﴾ (إذ) يجوز أن يكون معمول النعمة، وقد ذكر نظيره في "آل عمران" و"المائدة" عند قوله: ﴿إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً﴾ (١)، وعند قوله: ﴿إِذَا هُمْ﴾ (٢) بأشبع من هذا.
وقوله: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ﴾ (إذ) بدل من (إذ) الأول.

(١) سورة آل عمران، الآية: ١٠٣.
(٢) سورة المائدة، الآية: ١١.


الصفحة التالية
Icon