لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٢٤)}:
قوله عز وجل: ﴿وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾، المنوي في زاد للمَرْئِي، أي: وما زادوهم ما رأوا. وقيل: مجيء الأحزاب (١). وقيل: ما نزل بهم من الشدائد (٢).
وقوله: ﴿مَا عَاهَدُوا اللَّهَ﴾ (ما) موصولة في موضع نصب بقوله: ﴿صَدَقُوا﴾.
وقوله: ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ﴾ يجوز أن يكون من صلة قوله: ﴿وَمَا بَدَّلُوا﴾. وأن يكون من صلة ﴿صَدَقُوا﴾ و ﴿عَاهَدُوا﴾ وقيل: من صلة ﴿وَعَدَنَا اللَّهُ﴾ وقيل: من صلة ﴿وَمَا زَادَهُمْ﴾. وقيل: من صلة ﴿ابْتُلِيَ﴾ (٣) وقيل: من صلة محذوف، أي: أمرنا بالوفاء ليجزي. وقيل: هي لام العاقبة (٤).
وقوله: ﴿بِصِدْقِهِمْ﴾ الباء على بابه، أي: بسبب صدقهم. وقيل: هي بمعنى على، أي: ليجزيهم على صدقهم الجنة.
﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (٢٥) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢٧)﴾:

(١) قاله الفراء ٢/ ٣٤٠. وحكاه النحاس ٢/ ٦٣٠ عنه.
(٢) انظر جامع البيان ٢١/ ١٤٤.
(٣) من الآية (١١).
(٤) انظر المحرر الوجيز ١٣/ ٦٣. والتبيان ٢/ ١٠٥٥.


الصفحة التالية
Icon